الأستاذ ثامر شاكر

نصيحة إدارية مع.. ثامر شاكر

أفواهٌ تحتضر، أحلامٌ تنتفض..

أفواهٌ تحتضر، أحلامٌ تنتفض..

أفواهٌ تحتضر، أحلامٌ تنتفض..

بداية القصة

والقصة بدأت منذ زمن بعيد، حين كان يستدعيني إلى مكتبه.. لمناقشة أمر ما.. وأجلس

معه في جلسة من طرف واحد، لا يتحدث سواه، ولا يأمر إلا سواه.. ولا يُنصت إلا أنا!!

أعدّ الدقائق في ملل، وأضحك مصطنعاً ضحكة رديئة تُناسب حديثه الهش، وهذيانه

المزعج، وحواره المهزوز، وعباراته غير المترابطة.. وأفكاره التي لا تمت للواقع بصلة..

أحاول جاهداً أن أخرج بفائدة، إلا أني كنتُ أنسى سبب مجيئي من الأساس،

فالمحصلة النهائية من هذا اللقاء المشهود.. سراب!!

قرار بالرحيل

وقررتُ الرحيل!! عرفتُ بالفطرة حينذاك أن القائد الجاهل.. كارثة، وأن العمل معهُ إهدارٌ

للجُهد والعمر.. وأنه لا سبيل لأن يتعلم المرء شيئاً من جلسة الأشباح تلك!! إلا أني لم

أكن أملك الخبرة الكافية لتمنح قلبي الثقة في قراري! وبثت الأفواه من حولي تصرخ،

فازداد لهيب الشك بداخلي، متسائلاً: أتراني أسير في الطريق الصحيح؟ أم أني ألقي

بنفسي إلى الهاوية منذ بداية المشوار؟! واشتعلت الهواجس والظنون..

وبات الخوف يداهمني.

الدافع

لكن عنفوان الشباب وحماسه كانا يدفعاني.. كان ثمة أمر بداخلي يقول لي: استمر في

طريقك ولا تُبالي بصراخ “الاعتياديين”، تلك الفئة المدمرة، التي لم تعرف يوماً سوى

الاستسلام، ولم تتقن إلا فن التقليد الممل!! انتفضت، رفضت أن أستسلم، وعزمتُ أمري

على أن أمضي في قراري!!

استرجاع الذكريات

اليوم بعد سنواتٍ طويلة، أسترجع شريط الذكريات مبتسماً، لقد كنتُ علا صواب.. لم

يكن لمساري المهني أن يتطور فيد أنملة، لو أني رضخت لحالة الخمول التي كان يدفعني

إليها كل من حولي..

 

إقرأ أيضاً على واوميل: تقنية web 3.0 تغير وجه العالم نحو مستقبل أكثر تقدماً

 

ذكرى الرحيل

اليوم، في ذكرى الرحيل، أُرسل باقة ورد، لكل من صادفت من أشباه قادة ومن حيارى

ومتسولين وخائفين، أرسل بطاقة شكر للظروف التي قست.. فصقلت كل ما فيّ..

أقول للجميع: شكراً

من ماذا نتعلم؟

نحن نتعلم من القُبح في هذا العالم، نتعلم من الأشرار الذين مرّوا بنا، من القادة

السيئين الذين صادفناهم في طريقنا.. نتعلم من إخفاقهم، كي نتحاشى أن نُصبح

مثلهم ذات يوم، لولاهم ما شققنا دربنا، ولما بزغ لنا نجماً، ولما اكتشفنا روعة المشوار.

لا تستسلم

لا تستسلم.. واستمر في المحاولة، لا تخش مصائد الأيام، انتفض على القيود، ثُر على

الظروف.. حتى تُحقق ذاتك، هكذا يُصنع القائد الناجح!!

المرجع